Flag Counter
مقالات سابقة

 عظمة الحراك دلالة هزيمة التسوية!!
اسمع مني ياكابوس
شن بتسوي في تاريخنا يا مدسوس
و شن بتكوس
شيشك ها البلد محروس
و نحن مرقنا ما بتاكل عروقو السوس
من لم ير العظمة في شارع الشهيد عظمة في مليونية ٢٣ مايو ٢٠٢٢م فقد فاته كل شيء عن العظمة. و من لم ير حراك بحري يوم أمس ، فاته إعادة كتابة موسوعة اليقين بالنصر، بعدد خطوات من شاركوا في الحراك.
كان طبيعيا ان تصاب قوات العصابة الحاكمة بالهيستريا عند دخول الثوار لشارع الشهيد عبدالعظيم بأمدرمان، و ان تبدأ فوراً باستخدام سلاحها الوحيد و المهزوم حتماً، و تبتدر عنفها المفرط. فالسلطة المتهالكة لا تمتلك شيئا تقدمه حتى لمنسوبيها الذين يدافعون عنها، لان جميع ما ينزحه راس المال الطفيلي من فائض اقتصادي و من اموال، يصب في جيوب العصابة الحاكمة من الجنرالات الطفيليين ، و لا يصل لمنسوبي اجهزة القمع نفسها. و الناظر لجولة زعيم العصابة الدعائية في قشلاق المدرعات و الغرفة التي يقيم فيها من زاره، يدرك تماماً حقيقة الانقسام الطبقي داخل المؤسسة العسكرية، و الفارق بين جنرالاتها اللصوص الذين نهبوا ما كان موجودا بالبنك المركزي عند انقلابهم فوق ما لديهم من منهوبات، و بين ابناء الشعب من غمار منسوبي الاجهزة العسكرية و النظامية، الذين حولتهم العصابة الى أدوات لحماية نشاط الجريمة المنظمة. و يتاكد تماماً من حتمية انقسام هذه المؤسسات في اللحظة الثورية الحاسمة و انحياز جزء منها للشعب حين يصبح التمرد ممكنا. كذلك يدرك لماذا قامت العصابة بانقلابها في الاساس، و لماذا تستميت في قمع الحراك، دفاعا عن سيطرتها الاقتصادية و نهبها لمقدرات البلاد الاقتصادية، عبر الدفاع عن التمكين و إعادة من صنعوه الى الخدمة بواسطة القضاء المسيس و تعويضهم المليارات، و نقل وكلاء النيابة الوطنيين المباشرين لكل الإجراءات الجنائية الهامة التي تفضح جرائم التمكين، حتى يتم تسييسها و قتل مبدأ المحاسبة عبر الاجهزة العدلية الخربة.
يواكب ذلك، المناورات المتبادلة بين اطراف المعسكر الداعم للهبوط الناعم في المجتمع الدولي و العصابة، لتحديد كنه و سقوف و آليات هذا الهبوط، فنشهد رفض العصابة الحاكمة تجديد اقامة موظفة دولية مرموقة، في مقابل ولولة وزير المالية من عودة الضغوط عبر بوابة الديون التي تم تثبيتها مع فوائدها من قبل المجتمع الدولي، و في نفس الوقت نسمع عن مبادرة جديدة من سفير دولة الامارات لم تعرف مفرداتها، و كل ما تسرب حولها هو حدوث اجتماع للقوى و المنظومات الداعمة للانقلاب في حضور السفير السعودي. و ان صح الخبر، فهو لا يجاوز حالة كونه افصاح عن محاولة لترتيب بيت الانقلاب من الداخل، و تهيئته لقبول تسوية جديدة مع التيار التسووي، الذي مازال يرفع قفاز التحدي متسائلا عن طريق اسقاط اللجنة الامنية، ليبرر رغبته في الالتحاق بالانقلاب من مواقع متخلفة، و بناء شراكة جديدة عبر التفاوض. و هو بالحتم يعلم أن اللجنة الامنية تسقط كما سقط المخلوع البشير. بمزيد من التنظيم و تراكم يصل الى عصيان مدني و اضراب سياسي عام، مع تنويع أدوات النضال و احسان استخدامها. و يتهرب عن الرد على السؤال الملح، إذا كنا غير قادرين على اسقاط اللجنة الامنية، هل يعني هذا ان نستسلم و نشاركها ، ام نعمل على التمسك بالمقاومة لحين يصبح الاسقاط ممكنا؟ الرد بالطبع واضح، تؤكده الشوارع الثائرة كل يوم، و الحراك الذي اوجع و اخاف العصابة و كل داعمي الهبوط الناعم و افشل الانقلاب. والتمسك بلاءاته الثلاثة، هو الطريق لانتصار ثورة لن تهزم و لن تموت.
و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!
٢٤/٥/٢٠٢٢

Share |