Flag Counter
مقالات سابقة
حراك متماسك و مدعوم، يساوي هزيمة حتمية لمحاولات التعويم !!
بخطى واثقة و إيمان بحتمية النصر ، مشت مليونية الحادي و الثلاثين من اغسطس ٢٠٢٢م نحو شارع المطار ، من اجل المفقودين و المخفيين قسريا ، و ضد اللجنة الامنية و حكومة انقلابها المكرسة لدولة التمكين و المدافعة عن الطفيليين. شعاراتها الاساسية المتعلقة بالحرية و العدالة و السلام لم تتغير ، و لاءاتها الثلاث المتمثلة في لا تفاوض و لا شراكة و لا شرعية لم تتبدل ، تقف شامخة لمنع المساومة و فرض التسوية لإقالة عثرة الإنقلاب الفاشل و المهزوم.
لم يجد الانقلابيون وسيلة جديدة لمواجهة الحراك ، فواصلوا استخدام القمع و العنف المفرط و الاشتباك مع طلائع الجماهير ، في إقرار واضح بالفشل في احتواء هذا الحراك العظيم بعد الفشل في تصفيته.
و الفشل يتمثل الآن في فشل مبادرة الجد التي تعتبر مذكرة شارحة و أداة تنفيذية لخطاب برهان في تعويم الانقلاب ، و محاولة تعويمها هي الاخرى بمناورة جديدة مدعومة إقليميا ، بترقيعها عبر ضمها الى مبادرة اديب ، و إشراك الحزب الاتحادي الأصل و حزب الامة بها، مع بعض قوى الجبهة الثورية و من يقبل بالانضمام الى هذا المعسكر المهزوم برغم وجوده في السلطة!! فشل مبادرة الجد يتضح من مفردات مشروع التعويم الجديد ، الذي بدلاً من خلق مجلس أعلى للقوات المسلحة تحال له السلطة الفعلية كما كان مخططا لإستصحاب قوى الحرية و التغيير في شكل حكومة او سلطة تنفيذية تعمل كواجهة لسلطة اللجنة الامنية الفعلية ، يرمي لتثبيت زعيم العصابة و مجلس سيادته الانقلابي في السلطة و توسيع سلطته.
و هزيمة هذه المحاولة الجديدة المؤكدة ، تتمثل في أنها لم تتمكن من استقطاب حتى قوى معسكر الانقلاب كلها و القوى القريبة منها كذلك. فقيادة الجنجويد الرافضة لمبادرة الجد ، لم يتم النجاح في اقناعها بالانضمام لهذه المناورة الجديدة التي تعترف بفشل تلك المبادرة ، و حتى المؤتمر الشعبي تأبى و رفض هذه المناورة لوضوح أنها محاولة تعويم لمبادرة غرقت في فشل مزمن. و الاسوأ من ذلك ، ان هذه المناورة ، شرط نجاحها النسبي ، يستلزم تكاملها مع خطوات التيار التسووي ، و هذا أمر مستحيل. لأن مفرداتها تستلزم العودة إلى دستور الانقاذ لإحتكار السلطة ، في حين أن خطوات التيار التسووي تسعى إلى خلق شراكة ، عبر إنتاج دستور انتقالي منقح بتدخل دولي ، يبدأ شكليا من مطالب الجماهير للتضليل و المساومة ، ليصل إلى شراكة جديدة.
لذلك المناورة الماثلة في أحسن صورها ، هي حشد لقوى التمكين و توابعها ، لرفع قدرتها التفاوضية أيضاً ، أكثر منها عملية لخلق حاضنة سياسية قادرة فعلا على جلب الاستقرار للسلطة الانقلابية.
هذا الحراك السلطوي المحموم ، المتمثل في المبادرات التعويمية المتكررة التي تحاول إعادة تنشيط مشروع الهبوط الناعم لفرض التسوية ، عبر نشاطات تتناقض احيانا من حيث المظهر و تتكامل من حيث الجوهر ، هذا الحراك مصيره الفشل الحتمي. لأنه ببساطة يسقط الحراك الجماهيري الفاعل من حساباته ، و يتناسى ان شارع المليونيات متماسك و فاعل ، و ان حراكه بدأت بشائر دعمه بإنتخابات نقابة الصحفيين، التي تشكل فاتحة لإنتخابات نقابات حرة ، قائمة على أساس فئوي بإرادة قواعدها و جمعياتها العمومية ، رغم انف قانون النقابات الإنقاذي و بالصدام المباشر معه و مع اللجنة الامنية الحاكمة. مثل هذا الحراك الذي يكرس شعار ان الثورة نقابة و لجنة حي ، لا يمكن هزيمته و مصيره الاوحد هو الانتصار ، عبر تراكم يقود إلى اضراب عام و عصيان مدني.
و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!
احمد عثمان عمر
٣١/٨/٢٠٢٢
Share |