Flag Counter
مقالات سابقة

 


النصر قادم و الردة مستحيلة!!


في الفارغة و ملانا


يسفك في دمانا


دانة و راها دانة


في الحرب العبيطة


و الأوطان امانة


مواكب السابع عشر من مارس ٢٠٢٢م ، واصلت التاسيس للنصر القادم، و طفقت تبني فوق الأساس العميق الذي وضعته الحركة الجماهيرية، المستمرة في التحدي طوال هذه الفترة لتسجل سابقة تاريخية في الصراع المعلن ضد الانقلابات العسكرية. تأكد التنوع في مليونية الخروج ضد غلاء المعيشة، و ازدياد الحساسية التنظيمية و الوعي بضرورة التنوع في اطار الوحدة، و عدم اهمال القضايا النوعية في اطار الهم العام. لذلك بدأنا نرى مواكب داخل المواكب، او مواكبة لها. فالخروج ضد غلاء المعيشة، لا يمنع موكب رد الاعتبار المتجه للداخلية، و لا موكب المعلمين في القضارف، و الخروج المتحدي و المنتصر على العصابة الحاكمة في شارع القصر، لا يخفي تميز مواكب نيالا و عطبرة. و كل الحراك في الشارع و المواكب المتعددة و المركبة التي فضحت عجز سلطة الانقلاب، اصبحت معززة بالاضرابات التي بدأت في التدحرج، و مثالها الأهم اضراب المعلمين الناجح جداً بنسبة لا تقل عن ٩٥٪ ، و الذي فشلت جميع محاولات كسره. جهات متعددة اخرى تحضر للاضراب، و سوف تدفعها العصابة الحاكمة دفعا لذلك، لان مشروعها الاقتصادي المعادي للشعب لن يولد غير المزيد من الافقار و المعاناة، و لان قمعها المفرط و تحولها لسلطة نهب علني يسرق عسكرييها الناس في الشوارع، يدفع الحراك لمزيد من التنظيم و استخدام جميع الادوات اللازمة لهزيمة الانقلاب الحتمية و القادمة بدون شك. و التبشير بها ليس تفاؤلا غير مؤسس او دعاية سياسية كما يرى بعض المتخوفين من الحريصين على انتصار الثورة، الذين يرون ان عدم هزيمة الانقلاب حتى الان فشلا و هو بكل تأكيد غير ذلك، بل قراءة للواقع السياسي تعتمد على ما يلي:


اسقاط الانقلاب عملية تراكمية تعتمد على التنظيم و تنوع التكتيكات، و هي في تطور مستمر لكنها لم تكتمل.


عدم اسقاط الانقلاب فورا ليس هزيمة، لأن منعه من تثبيت اقدامه و مواصلة تحديه في تراكم صاعد لمدة خمسة أشهر في ظل قمع استثنائي ، هو انتصار للحراك الجماهيري.


فالحركة الجماهيرية حتى الان تمكنت من الحفاظ على حراكها برغم وحشية السلطة، جودت تنظيمها و تسيدت قواها الجذرية الشارع و انتزعت قيادة الجماهير من القوى التسووية التي مازالت تعمل على استعادة هذه القيادة لتنفيذ مشروعها التسووي، و تمكنت من إعادة تفعيل معادلة المركز و الاقاليم في الفعاليات الثورية، و اضافت وسائل جديدة للمواكب بالفعاليات المختلفة وصولا لبدء حركة الاضرابات، و بدأت في اعلان مواثيقها في اتجاه تبني ميثاق موحد، و ضغطت على قوات الانقلاب النظامية و ارهقتها و هزمتها مرارا و تكرارا و وصلت القصر، و منعت العصابة الحاكمة من تطبيع وضعها كسلطة أمر واقع اجتماعيا و حرمتها من توسيع قاعدتها الاجتماعية، و افشلت محاولات الانقلاب في تكوين حكومة، كما افشلت محاولات المجتمع الدولي المتعددة لتعويم الانقلاب. أيضاً ارتقت في محاولة تنظيم نفسها و خلق مركز تنسيقي موحد تكوينه ليس عملية حسابية، بل صراع سياسي و اجتماعي معقد، سيصل الى غاياته لاسباب موضوعية و ذاتية لا بد ان تتكامل و هي في طريقها إلى ذلك.


أما السلطة في الطرف الآخر، فهي عاجزة عن فرض نفسها كسلطة، و خالية الوفاض من اي مشروع يعالج ايا من مشاكل الواقع السوداني المعقدة، حيث تعاني من عزلة افشلت محاولاتها لتكوين الحكومة، و ازمة اقتصادية طاحنة مرشحة للاستمرار حتى و ان تم ضخ أموال من كفلاء الانقلاب الاقليميين، كذلك تعاني من تحولها و بشكل مضطرد الى عدو مفضوح للجماهير عبر القمع و الفشل في توفير الحد الأدنى من الأمن، بل و تحولها لأكبر خطر على امن المواطن و الوطن، عبر إطلاق ايادي منسوبيها النظاميين ليتحولوا الى مجرمين صرحاء، و يحولوها لقيادة عصابة للجريمة المنظمة، عبر القيام بنهب المواطنين و سرقة اموالهم و موبايلاتهم و ممتلكاتهم و ارتكاب جرائم الاغتصاب، في دلالة ضمن دلالات أخرى تؤكد تفسخ السلطة و اتجاهها نحو الانهيار الحتمي، مما يحتم وضع تصور استراتيجي لاعادة بناء الدولة حتى لا تنهار بإنهيار سلطة الانقلاب.


كل ما تقدم يؤكد ان الحركة الجماهيرية تحصد تقدما و انتصارا و تسير بخطى واثقة نحو النصر، و أن الانقلاب يحصد يومياً مزيدا من الهزائم في طريقه المؤكد نحو السقوط. لذلك الحراك الجماهيري لم يفشل في اسقاط الانقلاب، لأن اسقاطه لا يتم بلحظة واحدة بل عبر تراكم تحكمه شروط الصراع الذاتية و الموضوعية، و لأنه لا يوجد قيد زمني أصلاً لاسقاط الانقلاب حتى نحكم بالفشل في اسقاطه، و لأن الانتصارات المتراكمة هي الاجزاء التي تصنع الكل الارقى و تكرس الانتصار. فالاتجاه العام وفقا لذلك هو حتمية انتصار الثورة على الانقلاب، دون ان يعني ذلك انها تسير في خط مستقيم ليس به عقبات نحو النصر، فالصراع السياسي التطور فيه لولبي الطابع يرتقي نحو الاعلى في سياق اجتماعي اقتصادي معين، و لا يعتمد على تصورات هندسية قائمة على حساب الجمع و الطرح البسيط.


لذلك يبقى يقيننا بانتصار الثورة راسخ لا يتزعزع، حتى وان واجهتها عقبات او تأخرت بعض الانتصارات.


و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!


١٨/٣/٢٠٢٢

Share |