Flag Counter
مقالات سابقة
الجريمة المنظمة لن تحم العصابة الحاكمة!!!
ريقي دقيق و الخطو مكتف
ما بين كهنة و رباطين
و أنا نازرلك كان اسقيكي
و ترجعي طيبة عروس الطين
و يرجع عصب العشم الفيكي
و زي ما كان من قبل سنين
مليونية الرابع عشر من مارس ٢٠٢٢ من اجل التضامن مع المعتقلين و ضد غلاء المعيشة، لحقت بها كتفا بكتف مليونية الخامس عشر من مارس ٢٠٢٢م تنديدا بالبشاعات التي ارتكبتها العصابة من اعتداء جنسي في وسط العاصمة، و ضرب و اهانة لاساتذة مدرسة نيالا الثانوية. و لا يحتاج الأمر لكبير جهد لتبين اتساع دائرة المقاومة ، و عمق وفاعلية مشاركة الاقاليم. فالدمازين خرجت مجددا و نالت حظها من القمع المفرط، و مشت معها عطبرة خطوة بخطوة مرددة " يا برهان لو انت عنيد نحن ولاد السكة حديد"، مجددة لروح الثورة التي لا ينطفئ وهجها و لا يخبو اوارها في مدينة الحديد و النار. المشاركة الواسعة في المواكب شملت عطبرة و الدمازين و مدني
و نيالا و الأبيض و سنار و الجنينة و دنقلا و كسلا و بحري و امدرمان، و هذه لائحة ذات دلالة تمثل كل اقاليم السودان، و تؤكد ان الثورة عميقة الجذور و راسخة الاقدام و مخزونها الاجتماعي وافر ، و فعلها الثوري في اتساع و تراكم مستمر.
في المقابل العصابة الحاكمة فقدت اعصابها بالكامل، و بدأت الدخول في مرحلة العداء المعلن و الصريح للشعب السوداني دون مواربة. فالسماح باستخدام سلاح الاغتصاب جهارا نهارا في وسط العاصمة، يعني ان العصابة تهدف الى تحويل العاصمة لمكان مستباح ، تفقد فيه المرأة الامن، و تخشى الاسر على بناتها من ناحية، و من ناحية أخرى تهدف الى رفع مستوى الاستفزاز لدفع المتحمسين الى تبني عنف مضاد يخرج الثورة من سلميتها التي حتماً ستهزم هذه العصابة في نهاية المعركة. كذلك تهدف الى كسر ارادة المرأة بعد أن عجز الموت عن اخافتها، مع اهانتها و التقليل من شأنها، و خلق حالة من القلق الجماعي غير الايجابي وسط الحركة النسائية. و تنسى العصابة المذعورة، ان سلاح الاغتصاب قد ينجح في تحقيق بعض الأهداف في حالة الحروب الاهلية القائمة بالفعل، و لكن فشله حتمي في مواجهة فعل ثوري جماهيري واسع. فحالة الثورة مختلفة نوعيا بما يصاحبها من وعي و زخم اجتماعي و ارادة جماعية، يتوارى فيها الفردي خلف الجماعي و الانا خلف النحن، و يصبح الرد فعل مقاوم اكبر و مخاطر اكثر على مرتكب الجريمة و مشغله. و حتماً سوف تدرك العصابة ذلك و تندم حيث لا ينفع الندم. و ليس بعيدا من ذلك ما قام به منسوبيها من فعل بشع في مدرسة نيالا الثانوية من ضرب للاساتذة الذين يمارسون حقهم المشروع في التعبير السلمي للمطالبة بحقوقهم، و سلحهم و اهانتهم امام طلابهم. فالهدف هو التحقير و الاستفزاز و استدعاء لردود الافعال التي تبرر العنف اللاحق الاشد.
و كل ذلك يعكس ضيق العصابة الحاكمة و خوفها من الشارع المنتفض. فهي في غيبوبتها المعرفية و اغترارها بامتلاكها قوة السلاح، لم تر بأسا في تحويل جنودها لمجرمين. فالقوات النظامية تحت قيادة هذه المجموعة الشاذة في اللجنة الامنية للانقاذ التي لا تشبه شعبنا و لا قيمه، تتحول بشكل مضطرد الى قوة فاعلة للجريمة المنظمة. فهي بعد منحها حصانة من المساءلة من قبل العصابة الحاكمة، اصبحت تعمل بالمخالفة للقوانين و خارج نطاق النظم ، و تمارس جميع انواع الجرائم المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات، و التي توقع مرتكبيها و من اعطوهم الاوامر و من وفروا لهم الحماية و الافلات من العقاب تحت طائلة القانون. و بالطبع لا فرق بين المجرم العادي و المجرم المنتمي للقوات النظامية، سوى ان الأخير يتزيا بزي رسمي و يعمل بالمخالفة لما يلزمه به هذا الزي. و النتيجة هي تدمير شامل لهذه المؤسسات بتحويلها عن غرض تاسيسها و جعلها عصابة للجريمة المنظمة، تعمل بالمخالفة للقانون. و هذا بالطبع لا يمنع وجود الكثير من الشرفاء ما زالوا يعملون داخل هذه الاجهزة النظامية و العسكرية ، لكن الطابع العام لهذه المؤسسات الذي تاخذه من قيادتها و من ياتمرون بأمرها، يؤكد ان هذه الاجهزة تتسارع خطواتها للتحول الى الجريمة المنظمة، خصوصاً بعد إطلاق يد الجنجويد و انضمام حركات اتفاق جوبا المؤيدة للانقلاب لها.
و لا مناص من ان يعتبرها الشعب كأداة للعصابة تعمل خارج نطاق القانون في اطار الجريمة المنظمة، دون ان ننكر وجود الوطنيين بداخلها الذين حتماً سيكونون جزءا من شعبهم حين تأتي لحظة الحقيقة، و دون ان ينجر الثوار لمحرقة العنف المضاد، و مع الاستمرار في هزيمتها بمزيد من السلمية و التنظيم، بتطوير التكتيكات الملائمة لمحاربة هذا النوع من الجريمة المنظمة المرتكبة من اجهزة الدولة المفروض انها نظامية.
و الواضح هو ان الراسمالية الطفيلية لم تكتف بتحويل جهاز الدولة لأكبر طفيلي عبر ابتلاع شقه العسكري الامني ل٩٤٪ الناتج القومي و افقار المواطنين بالسياسات المالية و الاقتصادية المعادية للشعب فقط، بل نشطت في تحويل قواته النظامية الى الجريمة المنظمة لحماية هذا التطفل، حين فشلت هذه القوات في القيام بدورها القمعي في اطار القانون الاستبدادي نفسه، و تركت العصابة الحاكمة تنكشف امنيا.
هذا بالطبع مبني على أن العصابة الحاكمة تعتقد بأن تحويل القوات النظامية لاداة للجريمة المنظمة، سوف يردع الشعب و يحميها من السقوط، و هي لا تدري بان هذا التحول سيعجل بسقوطها، و أن المجرمين الذين تصنعهم و تحميهم، لا شئ يمنعهم من تحويل سلاحهم ضدها طمعا في مزيد من الغنائم، و لها في انقلاب الجنجويد على ولي نعمتهم المخلوع عبرة.
يقيننا ان هزيمة عصابة الجريمة المنظمة الحاكمة أكيدة، و لا افلات حتماً من العقاب.
و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!!
١٥/٣/٢٠٢٢
Share |