صخرة الاحزان تقيلة
و نحن ما بمنملك سوانا
قولي هيلاهوب معانا
من على الشارع نشيلا
سكة العمر الطويلة
ترتى في الجايين ورانا
العاشر من مارس ٢٠٢٢م و الفعاليات النضالية مازالت متواصلة و متنوعة.غضب الشوارع المنظم مازال يسيل مواكبا، و مازالت العصابة تقابله بالقمع المفرط في العاصمة المثلثة، ليرتقي شهيدان وفقا لافادة لجنة الأطباء المركزية. الاصابات تؤكد الاستهداف بغرض القتل لا مجرد التعطيل و الاصابة، فالتصويب يكون لأماكن حساسة في الجسم تكشف عن سبق أصرار و تصميم لارتكاب جريمة القتل. فوق ذلك واصلت العصابة الحاكمة اقتحام المستشفيات، و توسيع دائرة الاعتقالات، في إطار حربها المعلنة على شعبنا، و ارتكاب مزيدا من جرائم الحرب. و لم يفتها في هذا السياق، هندسة المجازر و الابادة الجماعية في الاقاليم و تحديداً في منطقة صليعة بجبل مون، حيث ارتقى سبعة عشر شهيدا أيضاً. كذلك اعتدت العصابة عبر قواتها المشتركة على الباعة المتجولين بالسوق المركزي و قامت بنهبهم، و احالت السوق لساحة حرب و تخريب و انفلات امني، في مشهد يعكس عدائها لجميع مكونات الشعب و عجزها في آن واحد.
عنف السلطة الانقلابية، يعكس افلاسا تاما و عجزا عن تحقيق أي اختراق جماهيري لبناء حاضنة اجتماعية للانقلاب، كما انه يؤكد عدم القدرة على التصدي للحراك المتواصل ذو المخزون البشري و الاجتماعي و التنظيمي، ضارب الجذور وسط الشرائح الاجتماعية المختلفة. فالحراك اثبت انه قادر على الصمود، و تمسك بلاءاته الثلاثة، التي لم ينجح حتى المجتمع الدولي في كسرها لتعويم الانقلاب. كذلك تمكن من تنويع تكتيكاته و ادواته، و راوح بين المليونيات و المواكب المركزية و غير المركزية، و التتريس في الشمال و قطع سبل نهب الموارد، و تطور الآن ليكتسب زخما من اضراب المعلمين الذي يشكل بداية للاضرابات المتدحرجة التي ستنتهي حتماً بالاضراب العام .
و لم تكتف العصابة الحاكمة بالطبع بما ترتكبه من عنف مباشر تجاه الجماهير ، و ما تروجه من دعاية بائسة لن تنطلي على احد في مواجهتها للحراك، بل اضافت إلى ذلك مسيرة عسكرية ضخمة في صباح العاشر من مارس ٢٠٢٢م في ام درمان، في محاولة لارسال عدة رسائل لجهات مختلفة عبر استعراض للقوة . فهي تتوهم ان في ذلك رسالة للشارع لتخويفه و بث الرعب في نفوس افراده، و رسالة للعسكريين المعاشيين الذين تجرأوا و ارسلوا نداء لزعيم العصابة و عصابته طالبوهم فيها بالتنحي، و للضباط الوطنيين داخل الجيش لمنع أي محاولات انقلابية بتوضيح مركز القيادة و السيطرة و مدى الاستعداد، و كذلك رسالة للجنجويد و الحركات المسلحة لافهامهم بأن مركز الثقل هو الجيش في العملية الانقلابية، و اخيرا رسالة للخارج لتاكيد ان الجيش هو المسيطر فعليا في العاصمة القومية، حتى تزول مخاوف المشغل المخابراتي المصري و غيره من المتخوفين من هيمنة الجنجويد. بالإضافة إلى ذلك سوف يستخدم استعراض القوة لترويج الشائعات حول الصراع بين الجيش و الجنجويد، و توسيع الدعاية المضللة حول مهنية الجيش و ضرورة دعمه في صراعه مع الجنجويد، لتعزيز حالة الانتظار و التمهيد لاي تغيير شكلي يعيد انتاج الأزمة و يقدم وجوه جديدة لنفس عصابة رأس المال الطفيلي ان استدعى الأمر.
لكن بالحتم فات على العصابة ان استعراض القوة هذا، يعكس أيضا حالة الرعب و الفزع التي تعيشها، و يؤكد مدى عزلتها، كما يؤكد أنها غير مدركة لحقيقة ان الشارع قد كسر حاجز الخوف منذ زمن طويل، و أن هذا المارد لا يمكن تخويفه بمسيرات استعراض القوة، لأنه خبر قوته و رأى قدرته على فرض ارادته على المستبدين. يقيننا ان مثل هذه المناورات اليائسة لن تحقق اهدافها و ان شعبنا قادر على هزيمتها و حتماً سينتصر.
و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!!
١١/٣/٢٠٢٢
نيرتتي - رحلة بين طيّات الجبال
عزيزي حمدوك.. إن كان اليوم لك.. فلا.. تخسر الغد