مؤخرا (وما زال) التلفزيون القومي يقوم ببث حلقات اسبوعية عن (بيوت الاشباح) يستضيف في كل حلقة ضحية من ضحايا تلك البيوت سيئة السمعة التي شيدها سدنة النظام البائد من اجل تصفية خصومهم السياسيين ولتمكين نظامهم الباطش ليجثم على صدر هذا الشعب .
لقد سرد كل ضحية من الضحايا حكايته المريرة التي لا يشك انسان عاقل في صحتها رغم ان تفاصيلها لا يقوى اي من مؤلفي افلام الرعب على كتابة سيناريو لها .. حكوا عن (تعصيب) العينين عند القبض والذهاب للمجهول وعن الحفل الذي يتم اعداده بخبث ودقة لاستقبالهم بالضرب المبرح بالخراطيش والسياط لحظة دخولهم لتلك البيوت المعتقلات وعن فظاظة التعذيب وادواته و(ادبخانات) الحبس الضيقة ذات الروائح المنتنة التي (يردمون) فيها بالعشرات حتى لا تتاح لاحدهم فرصة غير (الوقوف)، حكوا كل ما ارتكب داخل هذه المباني المشؤومة من جرائم فظيعة في حق الانسانية لا يمكن ان يقوم بها بشر (خليك من مسلم) من قتل وتعذيب واغتصاب (للرجال) يقوم به افراد تخصصوا في هذا النوع من الجهاد .
من هم رؤساء ذلك الجهاز اللعين الذي مارس كل تلك (الموبقات) بحق ابناء هذا الشعب وكانت الاوامر تصدر منهم بل كانو يشاركون بانفسهم في ارتكاب هذه الجرائم؟ واين هم الضباط والافراد الذين قاموا بتلك المهمة القذرة؟
لقد عهد عند تأسيس جهازالارهاب الاسلاموي المسمى بجهاز الامن والمخابرات لنافع علي نافع ليقضي فيه ردحا من القمع والتشفي والقتل ليخلفه بعد ذلك (صلاح قوش) الذي واصل المسيرة الدموية ليسلم الراية لمحمد عطا الذي سار على الدرب حتى ازفت الآزفة وتمت نهاية نظامهم الدموي بعد ان تبادلت قيادات تنظيمهم الفاشي العمل في ذلك الجهاز الموبوء .
كم يا ترى هم ضحايا جرائم القمع والارهاب الذي مارسه في بشاعة هولاء القوم المرضى ؟
لقد شاهدت وسمعت القصص المؤلمة التي رواها هؤلاء الضحايا و في رأسي عشرات الاسئلة .. هل لا زال هؤلاء القتلة المجرمون طلقاء بعد ان زالت عنهم السلطة؟ لماذا ينعمون بالأمن والسلامة، دون ان يحاسبوا على ما اقترفوه من جرائم يندى لها الجبين؟ ماذا تنتظر حكومة الثورة من اجل انصاف هؤلاء الضحايا وبعض القضايا جاهزة (مما جميعو) شهود وتقارير طبية وكافة الاثباتات والادلة؟ من يقتص لهؤلاء الضحايا من الظلم الذي حاق بهم سنينا؟ لقد اغتالنا الاسى والحزن والقهر ونحن نرى ونشاهد شخصا كالبروف فاروق محمد ابراهيم وهو يحكي كيف ان تلميذه (نافع ) هو من اشرف شخصيا على تعذيبه وتملكنا الحزن وطفرت من مآقينا الدموع عندما حكى النقابي المخضرم الاستاذ عكاشة كيف ان هؤلاء الانذال قد قاموا باختطاف ابنه وفلذة كبده اثناء عودته من المدرسة قبل اعوام طويلة ولم يعثر عليه ولم يتم العثور عليه حتى الآن (ارايتم حرقة حشا اكثر من ذلك)؟ وقد فجعنا أي فجيعة عندما سرد بقية الضحايا امثال دكتور مامون محمد حسين والاستاذ مصطفى عبادة واخرين ما تعرضوا له من ذل ومهانة وتعذيب ووحشية وبالمقابل فاننا نستغرش (نتعجب ونندهش) ونحن نرى كميات الجرسة (والواي واي) وعدم الثبات الذي يمارسه القوم وقد تم حجزهم فقط في اماكن نظيفة محترمة دون ان يمسهم احد بسوء او يطلب منهم احد اداء (الطيارة قامت) او (ست العرقي نامت) فالقوم تعودوا على الحياة المترفة التي عاشوها بسرقة ثروات هذا الشعب الذي عذبوه بابشع الصور فها هم الان يشكون لطوب الارض من حجزهم الذي لم نتاكد حتى الآن هل هو في سجن حقيقي ام داخل مستشفيات على شكل فنادق خمس نجوم بحسب ما نراهم فيه من نعيم ظاهر على صحتهم وهندامهم الانيق ؟
مالكم يا قوم تصرخون وانتم تنامون في اسرة وثيره ولم يتم حبسكم في (الادبخانات) النتنه كما كنتم تفعلون ، ها انتم تتمتعون بعنايه ورعاية صحية ويشرف عليكم خيرة الاطباء من ابناء هذا الشعب الذي (ضوقتوهو المر) في بيوت الأشباح تلك ، ثم ان اسركم يعلمون اين انتم الان ولم يتم اختطافكم لأماكن مجهوله كما كنتم تفعلون؟ و ها انتم تنعمون بزياراتهم وتاكلون من مال هذا الشعب المسكين ما لذ وطاب في سجونكم ؟ لماذا لا تتحملون ولو قليلا وقد عذبتم الكثيرين من الابرياء الذين لم يقتلوا ولم يسرقوا ولم يغتصبوا الحرائر والرجال لانهم خالفوكم الراى في مذهبكم الباطش.
فهم صمدوا كالابطال لانهم اصحاب مبادئ ومثل لن يهزمها امثالكم ؛ ثبتوا عليها رغم بطشكم وتعذيبكم وتنكيلكم و لم يتزحزحوا عنها حتى صاروا بصمودهم هذا هم القضاة وانتم المتهمون امامهم باستصغارهم لكم وتحديهم لكم بعدم الانصياع لاوامركم المذلة فلم يصرخ اصغرهم من سياط جلاديكم ولم تنزل دمعه خوف واحده منهم أو ارتعش احد منهم امامكم وانتم تمارسون فيهم ابشع انواع التعذيب واخسها على الاطلاق كانوا رجالا حتى قضى منهم من قضى وخرج منهم من خرج وهو يعاني ما يعاني من عاهات جسديه ونفسيه لا يعالجها حتى الزمن
ما بالكم يا قوم تتباكون وتتراجفون (من شوية حبس محترم) اثبتوا (واترجلو) حتى نرى حكم الله فيكم ويراه هؤلاء الضحايا واشكروا هذه الثورة التي اتاحت لكم محاكمات قانونية تتمتعون فيها بكامل حقوقكم واحمدوا ربكم انه لم يبلونكم بحكام (طغاة) امثالكم اثبتوا كما يثبت الرجال و(ما تخربوا الموت بالرفس) وبطلو (السكليب) وتذكروا أن عدالة السماء لا تخطيء وان طال الزمن.