في مثل هذه الأيام وقبل عامين مضت كانت الثورة السودانية جنيناً يتشكل في رحم السودان الولود وقد أكمل شهره التاسع في إنتظار الميلاد ...!!

اطمئن الطبيب وقتها على صحة ( الأم ) لكنه حذرها من الإرهاق والتعب ...!! بيد أنها لم تكن لتعرف السكون ...!!
حيث جابت الشوارع والميادين والساحات جيئة وذهابًا وهي تسعي وتبحث ل ( إسماعيل ) عن قطرات ماء ....!!
لذلك لم يكن بالغريب ذلكم السطوع المبهر ل( هاجر ) السودان في ثورته الوردية ...!!

تهامست المدن فيما بينها أن حي على الفلاح وتداعت الفرقان ....!!
وعندما كان يردد هؤلاء الفتية ....!! أرجع ورا وثورتنا دي ما بتقدرا ....!!

لم يكن أكثر المتفائلين يظن أن هؤلاء الشباب كانوا يعنون ما يقولون ....!!

وكان ديسمبر ( الأسمر ) صيفاً من الأحداث والتداعيات
حيث شهدت الشوارع الملهمة المواجهات الصريحة بين الحكومة والشارع ....!!
وغطت سحابة الدخان الخرطوم ( المنهكة ) وتسلل البمبان ( منتهي الصلاحية الي ( حيشان ) البيوت ا
وقد طالب المحتجون ساعتها ببمبان جديد يتناسب وعطائهم الثوري على الأرض ...وتسقط بس ...

وكانت الواحدة بتوقيت الثورة طاقة زمنية تلهب الشوارع ...!! وتملأ الأرواح ...!!

وتناقل السودانيون مشاهد الإجتباح للمنازل بحثاً عن الثوار ....!!

وكان ( فيتو ) تلك المرأة الصلبة أمام رتل من قوات ( الأمن ) عندما اقتحموا دارها الحصين ...!!
فوقفت شامخة أبية تدافع عن أرضها الصغيرة ...!!
فبدت كاسحة الغام قوية صنديدة ...عالية وثريا
رفعت من حدة الاحتقان الشعبي ....!
وحذارى من غضب الحليم .....!!

أوا تعجب بعدها من أين يولد في السودان الرجال ..!!؟

وكانت سانحة نادرة للأجيال الجديدة ان يروا بأم أعينهم ( رابحة الكنانية ) في نسختها الجديدة ... وهذا البلد الولود ....!!

تعالت المدن السودانية وانتفضت في جسارة وشموخ وخرجت صفًا واحدًا تبعث برسالة للمركز ....مفادها أن ( كلو تمام ) ....!! والأوضاع تحت السيطرة ) ...

تبارت الأحياء في أيهما صموداً وعلو .....فكلما حاولو إدخالهم خرجوا من كل فج عميق ....!!
فأربكوا دفاعات النظام ....وزلزلوا الأرض من تحت أقدامه ....وقد حمي الوطيس ...!!

والحكومة الراكبا تاتشرات ...!!

جيوش من الغاضبين منزوعة السلاح و ( اللغم ) يملأها الصباح والعشم ...!! تتشكل كالسحب والغيوم

يتوسطهم كتيبة ( الفرسان ) تحمل علمًا وكتاب
وعلي ( الميمنة ) من تركتهم الإنقاذ لشارع النيل دون وعد ودليل ....!!
يلعبون ( الليدو ) على ضفافه غارقين في الوحل
فظنت الحكومة أنهم غافلون
لكن ( الزهر ) كان دايما يمنحهم المؤشرات .....
فكل ما يرمون به يعطيهم العلامة الكاملة 6️⃣
وكل ما تقدمت قطع الحكومة أرجعوها لنقطة البداية ....وقد اختارو المربعات الحمراء
فتقدموا على النظام ٦ / صفر ...

وعلى الميسرة كانت جحافل ( الطلاب ) ملح الثورات والذين تجاوزتهم الحكومة وانشغلت بما ظنته اهم فأتوها من حيث لا يحتسبون ...!!

وفي القلب أخوات ( رفقة ) دفقًا وحضور .....!!

( ونحن قلب الدنيا ديا....!! ونحن عز الدنيا بينا
وكنا عنوان للشباب ...!!

والأسر والبيوت في خطوط الإمداد الخلفية والنقل والتموين ...حيث فتحت البيوت السودانية أبوبها مشرعة على مصرعيها للثورة والثوار كراً وفر ...!! وزودتهم بالعدة والعتاد ....!!

لذلك فالسودان لا تهزمة ( رغيفة ) ....!!

وخط ( معاوية بشير ) بدمه لوحة إنسانية ندية ستظل سامقة وفية ...!!
وقد فتح بابه للباحثين عن الحرية والسلام فاخترقت ( الرصاصات ) الباب ( المغلق ) و( فتحت ) روحه على الجنان ....!!
فزفته ( بري ) شهيداً .....وكان الأول في إمتحان القبول
.......!! ومن منازلهم ...!!

واستمرت الأيام حبلى بالآمال والعنت والجمال قدم من خلالها الثوار كل ما في جعبتهم من البسالة والجسارة والنضال ....!!

واستمر الزحف المقدس لأربعة أشهر متتالية سقط فيها الشهداء واقفون ....!!

فقد فيها ( سامح سيد ) إحدى عينيه لكنه لم يفقد اليقين ...!!وكانت رؤيته أكبر من مدانا ....!! وقد كان سمحاً وسيد ...!!!

وتنازل ( محمد صالح ) عن ( يمناه) في حرم الجامعة المصون غير أنه لم يفقد إعتزازه بنفسة ....واعتزازنا به ...وقدم ( كفه ) للوطن ....!!

إنها يد الثورة ...!!

و أصيب ( عمر قرشي ) في رأسه وجلس على الكرسي المتحرك لكنه تربع في كتاب التاريخ ...!!

واستمر السجال لأشهر .....حتى وصلت الحشود الي عتبات القيادة والجيش دون دبابة أو سلاح ...!!
وارتكزت أمام عتباتها وكان الإعتصام المهيب ..!
والتفتيش بالذوق ...!!
وتلك قصة أخرى لاتنتهي فصولها بفضه ...!!
فقد فضوا المكان ......!!!

فمن يقدر على فض الروح .....!؟؟؟
Share |