سيرة ذاتية والملابسات
في يوم السادس من ديسمبر 1989م؛ اخترقت قوات الأمن سور الجامعة مدججة بالسلاح وقامت باطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين، المتواجدين في الطريق بين كلية العلوم السياسية ومدخل النشاط، وكان صوت الرصاص واضحاً الأمر الذي حدا بالاستاذ سيف بشير مساعد التدريس بكلية العلوم السياسية ان يكون في مسرح حادثة اغتيال التاية ابوعاقلة التي ارتمت بالقرب منه، وكان اول من وصل اليها، وقد قام بنقلها الـمشفي ومعه بعض من الطلاب، وتم منعهم من الدخول معها بالرغم من اصابتها بالرصاص الحي في عنقها.
****
6 ديسمبر ١٩٨٩
قصة أول امراءة تغتال سياسي فى السودان
التاية ابوعاقلة الطريفي، هكذا اسمها الكامل ولدت ونشأت في قرية نور الجليل بمنطقة الدندر ولاية سنار، تلقت تعليمها الابتدائي بها، الي ان تم التحاقها بكلية التربية جامعة الخرطوم، تعتبر التاية من النساء القلائل التي واصلن دراستهن من تلك المنطقة الي ان وصلت الي الدراسة الجامعية، وذلك للصعوبة البالغة التي يواجهها اهالي تلك المناطق.
في ذلك اليوم ذهبت التاية الي سنتر جامعة الخرطوم بعد سماع نبأ إغتيال طالب الاداب بشير الطيب بيد زميله فيصل حسن عمر من الاتجاه الاسلامي، بعد اعلان اتحاد طلاب الجامعة مباركته لانقلاب يونيو 1989م بقيادة رئيسه حمدي خليل (من الاتجاه الاسلامي)، وكان لابد من فعل طلابي وتشكيل رأي. في البدء تبنت رابطة طلاب الاداب الحدث وعقدت مخاطبة بواسطة العضو النشط سليم ابوبكر والذي استشهد في احداث ذاك اليوم، وفيها تم اعلان عن تسيير مسيرة سلمية لتقديم مذكرة لدار القضاء، اعترضتهم قوات الاحتياطي، وتجمع الطلاب السياسيون والطلاب المحايدون ، بالاضافة الي الجمعيات والروابط الاكاديمية والاقليمية لاحداث حراك مناوء لنظام الانقاذ وتعبيرا عن الموقف الذي يرفض انقلاب الجبهة الاسلامية، واعلان الخروج الي الشارع بمعركة رغم انها غير مأمونة العواقب، وكان من ابرز القيادات في تلك الفترة الباشمهندس محمد فاروق والاستاذ محجوب حسن حماد.
في يوم السادس من ديسمبر 1989م؛ اخترقت قوات الأمن سور الجامعة مدججة بالسلاح وقامت باطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين، الموجودين في الطريق بين كلية العلوم السياسية ومدخل النشاط، وكان صوت الرصاص واضحاً الأمر الذي حدا بالاستاذ سيف بشير مساعد التدريس بكلية العلوم السياسية ان يكون في مسرح حادثة اغتيال التاية ابوعاقلة التي ارتمت بالقرب منه، وكان اول من وصل اليها، وقد قام بنقلها الي الـمشفي ومعه بعض من الطلاب، وتم منعهم من الدخول معها بالرغم من اصابتها بالرصاص الحي في عنقها.
فاضت روحها الطاهرة فداءاً للحرية، والعدالة والكرامة، وميلاداً لعهد جديد ارتوت ارضه بكثير من دماء الشرفاء، و ووري جثمانها الثري بقرية نورالجليل بمنطقة الدندر، وحضر تشييعها بعض من زملائها في الجامعة وأهلها في القرية، وترك هذا الاغتيال جرحاً غائراً في قلب والدها وكل أهل القرية باعتبار ان التاية من الاوائل الذين اتيحت لهم فرصة الدراسة الجامعية في تللك المناطق.
إستشهاد التايه له وقع خاص علي كل متابعي الساحه السياسيه في تلك الفتره، بإعتبارها أول إمراة يتم إغتيالها في الحراك السياسي السوداني، اغتيالها اخذ اهتمام متعاظم لمعظم المناهضين لنظام الإنقاذ، وصل الانفعال أن يطلق إسمها لأول عملية عسكرية للانتفاضة الشعبية المسلحه، علي الجبهة الشرقية في منطقة مديسيسة، عبر قوات التحالف السودانية في العام 1996م.
رحم الله الشهيده التاية، وبشير، وسليم..
رحم الله شهداء الوطن.