جات مارة بالشارع قبيل..
الخالة أم عباس فرح..
ترفع كراعا من التراب..
تفكيرا في الأحداث سرح..
وعيونا تعبت بالبكا..
وفؤادا بالألم انجرح..
جات بي طريق لعبو الزمان..
بي سكة الجري والمرح..
جات شان تعيد الزكريات..
زمن المدارس والفُسح..
_____
وأثناء مشيها على الطريق..
شافت ضناها على الجدار..
جات جارية هبَّشت الرسم..
يمكن حقيقي وما هظار..
عباس حبيب قلبي وضناي..
هل انت حي جوا الجدار؟؟
لمست جفونو ومقلتيو..
وقليبا ولَّع جوا نار..
يا للأسف ياضُل ضُحاي..
ودموعا سالت في الخمار..
وكبت براميل الدموع..
والصوت وصل لي كل دار..
ضعفت خلاص غلبا الوقاف..
نزلت على رجلا اليسار..
ياولدي وين خليتني وين..
قتلوكَ في نص النهار..
حرموني من (يامة كيف) ..
(يامة ماشي أجيب خدار)..
ياولدي ارجع لي تعال..
أنا ما بطيق الإنتظار..
أرجوك كفاية علي خلاص..
أنا جسمي بعدك كلو نار..
ياولدي انت عشان وطن..
خليتني في عز النهار..
ومشيت على جمر الأسى..
وركبت جسر الإنتصار..
لكن بعد روحك مشت..
ياولدي ختوك في الجدار..
لا حلمك المطلوب حصل..
لا جابو ليك بالقوة تار..
بدلك مشيت صف الرغيف..
بدلك مشيت سوق الخدار..
الزحمة زادت والصفوف..
والثورة غطاها الغبار..
لا جابو لينا العيش كتير..
لا قروشنا جابت كيس خدار..
لكنِّي يابسمة هناي..
طمعانة في رب البحار..
يجمعني بيك في دار عدن..
من غير غياب أو انتظار..
____
قامت بعد ساعتين بُكى..
شايلة الجراح والانكسار..
قالتلو يا نور العيون..
أنا ماشة لي سوق الخدار..
لكني بمشي بجيك فجُر..
وبزورك المسا والنهار..
هذا الطريق حبيتو بيك..
حبيتو رسمك في الجدار..
وأتمنى يتحقق مناك..
والثورة ترجع للمسار..

✍ ناصر مختار بابكر
Share |

إقرأ أيضاً: