انتظمت احياء السودان المختلفة اعمال نشطة جدا لشباب وشابات لجان المقاومة من توزيع للرغيف والانارة والاعمال الداعمة للمواطن في حياته خصوصا بعد جائحة كورونا.
في ظرف وجيز استطاعت لجان المقاومة ان تحل أزمة الخبز في الأحياء، واستطاعت أن تنظم توزيع الخبز حتى باب المنازل ، وهو ما فشلت فيه الدولة طيلة الفترة الماضية لاسباب متعددة أهمها غياب المعلومات ، وكلنا نتذكر حديث موظفة وزارة التجارة والصناعة عن أن أكبر المشاكل التي تواجههم في قضية الخبز هي غياب المعلومات عن عدد المخابز وأين تقع ومن وكيلها وكم تستلم وكم تعجن وكم مساحة المنطقة التي تغطيها وهل بالفعل استلمت حصتها وهل بالفعل عجنت وخبزت كامل الحصة وباعتها للجمهور والخ .
المعلومات مهمة وحيوية لدى اي وزارة وخاصة الوزارات المتعلقة بتقديم الخدمة اليومية للجمهور ، وغيابها يجعل تقديم الخدمة مستحيل ، ولأن لجان المقاومة هم على الأرض في حي محدد فإن كل هذه المعلومات متوفرة لديهم وما غاب يمكنهم ان يجمعوه بسرعة وكفاءة ومن ثم يحددون المشاكل والاحتياج وطريقة المعالجة ، لذلك تدخل لجان المقاومة في ازمة الخبز وتوزيعه في بعض الأحياء كان تدخل العارف والمالك للمعلومات لذلك كان تدخلا فعالا جدا ومدهش .
بعد نجاحها في موضوع الخبز تستعد عدد من هذه اللجان لتقديم ذات الطريقة لحل ازمة غاز الطبخ ، ثم مستقبلا تقديم حلول مشابهة لازمة الوقود ، وبالتالي تصبح اللجان مع الايام ذراع الحكومة الانتقالية الحقيقية على الأرض في ظل هيمنة الدولة العميقة على كثير من المؤسسات الحكومية المفترض فيها مراقبة وتوزيع هذه الخدمات .
تجارب نجاح بعض لجان المقاومة يجب أن تعمم ويتم تناقلها بين اللجان من أجل أن تستفيد اللجان من بعض ، كما يجب أن يساهم الخبراء في صناعة حزم حلول مجتمعية تقدم للجان المقاومة تساهم في عملية استخدام اللجان في معالجة الأزمات المتكررة في الخدمات وخاصة في المدن الكبيرة ، وفي هذا الجانب يمكن أن نستدل بالنموذج الذي قدمه دكتور عيسى حمودة و دكتور حاتم المهدي في منبر لجنة الأطباء السودانيين بالخليج ، حيث قدموا نموذجا ممتازا للاستفادة من المجتمع وتكويناته في التصدي لجائحة كورونا وفي استدامة هذا التصدي ، وهو نموذج يجب أن تتولاه الجهات المسؤلة لجهة سهولته وإمكانية تطبيقه وتماشيه مع الواقع السوداني الذي يتمتع بخصائص مختلفة عن مجتمعات أخرى حول العالم .